من نحن

مقدمة حول حزب المؤتمر السوداني

 المقدمة

فى الخامس عشر من يناير 2016م أجاز المؤتمر العام الخامس لحزب المؤتمر السودانى هذا البرنامج الزى يعبر في وجه من الوجه عن الأهداف التى نسعى إلى إنجازها، و فى وجه اّخر يظهر كيف يفكر هذا الحزب، وكيف ينظر إلى نفسه و إلى الاّخرين و الأهم  إلى واقع السودان ومستقبله و إلى الماضى أيضاً.

المؤتمر الخامس لحزب المؤتمر السودانى، هو ميلاد جديد لحزبنا وهو ينتقل من إنجاز إلى اّخر تاركاً فى سنواته الماضية أكثر من علامة بارزة فى سياق النشأة و التطور ومشعلاُ أكثر من شمعة للأمل و العطاء فى السنوات القادمة عاقداً العزم على التفكير و العمل من موقع الحرية،  من أجل هذا الشعب أولاً، و من أجل هذا الوطن ثانياً ومن أجل الإنسانية جمعاء، حلمنا ( وطن يسع الجميع )
و فى المساحة بين الحلم والهدف يتسع هذا الوطن النازف ليكون لكل منا السماء فوق أى رأس و الأرض تحت أى قدم و الهدف و الغاية فى الوقت نفسه.

كان الميلاد الأول لحزب المؤتمر السودانى فى منتصف سبعينات القرن الماضى عندما نشأ تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين بالجامعات و المعاهد العليا فى عام 1977م فى أعقاب المصلحة الوطنية بين نظام مايو و القوى السياسية التى أبرمت معه إتفاق إنهاء معارضته و الإنضمام إلى مؤسساته فيما عرف بالمصالحة الوطنية فى تلك الفترة كانت المؤسسة السياسية السودانية تعلن وبشكل واضح وسافر عن إنحرافها عن المسار القويم وهى تشهد تحالف أطراف السلطة (الحكومة _ المعارضة ) و إتفاقهما على الشعب، فمما لا جدال فيه أن الممارسة السياسية السليمة فى أى مجتمع إنسانى تتطلب تفويض السلطة من الشعب إلى الدولة وتتطلب تكليف الحكومة بتسيير شئون الحكم كما تتطلب وجود معارضة تراقب السلطة تقاوم انحرافاتها و تعبر عن الشعب.

عليه وبما ان السياسة لا تعرف الفراغ تبلورت عبقرية هذا الشعب و حركته الطلابية فى إنتاج و تكوين مؤتمر الطلاب المستقلين فى أوساط الطلاب الجامعيين داخل و خارج السودان فكان ذلك الميلاد الأول لما نحن فيه الان، الصرخة الأولى لحزب المؤتمر السوداني الحزب الذى ولد ونشأ فى الجامعات السودانية قبل أن ينطلق إلى الشارع السوداني فى ميلاده الثانى .

كان الميلاد الثانى لحزب المؤتمر السودانى فى العام 1986 وهو عام التاسيس فى أعقاب تحقيق الشعب السوداني لوحد من إنجازاته وهباته الشعبية بعد الإستقلال وهى إنتفاضة مارس \ ابريل التى أطاحت بنظام مايو الدكتاتوري .

تأسس حزب المؤتمر السودانى في الأول من يناير 1986م بمبادره جريئة من تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين و أعضائه اللذين كانو قد تخرجو للتو من الجامعات، و بإتفاق تاريخي مع تيارات الوطنية الأحرار، و الكثير من قادة الفكر و الرأي و العمل النقابى، إجتمعو كلهم من أجل العمل تحت سقف واحد ومشروع واحد لخدمة هذا الشعب وهذا التراب فكان ميلاد حزب المؤتمر السوداني بإسمه التاريخي ( المؤتمر الوطنى ) ولم تكن تسمية المؤتمر الوطنى إعتباطية بل حملت دلالات فكرية عقيمة و رمزت بحق إلى طبيعة فكر و رؤى الحزب، فالمؤتمر من الإئتمار و هو الحور الدائم و المفتوح بين اعضاء الحزب فيما بينهم  و الحوار فيما بين الحزب و الاخرين من شركائنا فى هذا الوطن وهو بهذا الفهم يعتبر تنظيما دمقراطيا شفافا و مفتوحا لكل ابناء و بنات الشعب السودانى وتلك غايه يسعى الحزب من أجل إنجازها، و الوطنى من الوطن، وهو يدل على حدود إنتماء المشروع فلسنا مشروعا أممياً يعمل من أجل أهداف تتجاوز ترابنا و حدودنا، وذلك يعنى بالقطع أن الأفكار التى نعبر عنها وإن إنتفحت على المنتوج المعرفي الإنساني الإ إنها في المقام  الأول عمل وطنى خالص الهدف منه الارتقاء و النهوض بهذا الوطن و إنسانه.

لم تكن تجربة حزب المؤتمر السودانى منعزلة عن المحيط الإقليمي و الدولي، إذ إرتبطت هذه الحركة بمصدر المعرفة الإنسانية دون إنغلاق مستلهمة منها الدروس و العبر، وقد كان في إنتفاح التجربة على العالم من حولنا آثار إجابية  محمودة فى إطلاق إسم ( المؤتمر الوطني ) على الحزب الجديد تيمناً بحزب المؤتمر الوطني الجنوب أفريقي الذي كان يقاتل فى حينها نظام التفرقة العنصرية فى جنوب أفريقيا، وكان أيضاً فى تبني الأسم إحتفاءاً بالمؤتمر الوطني الهندي و أساليبه فى المقاومة السلمية، و فى عمله الخلاق فى ظل  مجتمع متعدد دينياً و ثقافياً و اجتماعياً، وعلى هديً من هذه الأفكار التي عبر عنها المستقلون بالجامعات والتي تبنها الوطنيون الأحرار فى عملهم أصدر حزبنا الوثيقة التاسيسية  الأولى فى العام 1986 م و الثانية فى عام 1988 م تحت أسم (السودان يكون أو لا يكون) والثالثة في المؤتمر العام الثالث في العام 2005 م  وفى هذا المؤتمر يصدر الحزب وثيقته الرابعة وسيظل باب تطويرها مفتوحا عبر الحوار العميق بين عضويه الحزب  من جهة و بيننا و بين كافة جماهير الشعب السوداني حتى تظل معبراً عن آمالهم و تطلعاتهم فى غد أفضل.

بعد سنوات قليلة من تأسيسه وجد الحزب نفسه أمام تحديات وجود عميقة، وكانت الأسئلة تحاصر الحزب من كل حدب وصوب، إذ تفرق المستقلون فى المنافي عقب أن طالهم سيف التشريد و التعذيب على أيدي إنقلابيي نظام الإنقاذ، وكان الحزب يعمل على مستوى الحد الأدنى للحفاظ على الوجود إلى أن إنتظم الحزب فى المؤتمر العام الثالث 2005م الذى أعاد فيه مؤتمر الطلاب المستقلين بالجامعات تعريف نفسه كتنظيم طلابي معبرعن الحزب، كما تم تغيير إسم الحزب من إسم المؤتمر الوطني إلى إسم المؤتمر السوداني للتخلص مما لحق بإسم المؤتمر الوطني من أذىً جراء نهبه بواسطة السلطة القمعية. كان ذلك المؤتمر مدخلاً مهماً للإنتقال بالحزب من حركة سياسية فاعلة إلى حزب جماهيري يسعى ببرنامج واضح و رؤى و تصورات اكثر وضوحاً نحو الحكم بغرض خدمة هذا الشعب.

إن الواقع المأزقي المأساوي الذى يعيشه السودان اليوم هو نتاج خطايا تاريخية تراكمت بسبب عجز و فشل النخب السياسية و العسكرية التى تبادلت السيطرة على السلطة، وبؤس خياراتها ومن الواضح لكل ذى بصيرة أن هذه الخطايا تركت بصماتها على مجمل الأوضاع السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فى السودان وكان ضحيتها بناء الدولة الحديثة من خلال مشروع وطني قومي تعددي ينقل الولاء من القبيلة و الجهة إلى الدولة بمؤسساتها الشرعية وإدارتها المدنية وقواعدها القانونية وكان ضحيتها السلام و التنمية و الحريات و العدالة الاجتماعية .

لقد كانت تجربة الحكم الوطني فى بلادنا منذ الإستقلال دون مستوى تطلعات شعبنا ودون طموحاته حيث لازمتها كثير من أسباب الفشل و الخيبات التى حالت بين شعبنا و طموحاته فى وطن يليق به.. وطن يتسع للجميع يسود فيه السلام و الإخاء و الكفاية و العدالة و الحرية و الديمقراطية وكل شروط الوجود الكريم .. ستة عقود من الزمان ونحن نتنقل فى دائرة شريرة بين ديموقراطية شكلانيه عاجزة عن مواجهة الأسئلة الكبرى و شمولية مستبدة تفاقم الازمات، وفي الحالين ظلت سلطة الحكم محتكرة داخل نخبة محدودة، أقصت غالب مكونات البلاد الإجتماعية و الثقافية وإتسمت مقارباتها للمجتمع و السياسة وفقاً لمفاهيم الغنيمة و السيادة بدلاً عن الإيثار و الخدمة، و مفهوم العقيدة بدلاً عن الرأى ومفاهيم البنى المغلقة كالقبلية و الطائفية و العشائرية بدلا عن مفهوم المواطنه تحت سقف الوطن الواحد و مؤسسات المجتمع المدني المفتوحة، ومفاهيم التسيب و اللامبالاة و الإجترار و الكسل الذهني بدلاً عن العلمية و الموضوعية و التخطيط و الإبداع و العقلانية، حتى انتهى وطننا  إلى دكتاتورية نظام الإنقاذ الظلامي وما أحدثتة من واقع مفجع فى فضاءات السياسة و الإقتصاد و المجتمع .

من ناحية أخرى ظلت القوى ذات المصلحة فى إجتراح مشروع وطني دمقراطي لبناء الدولة المدنية الحديثة - كالتي عبرت عن وعيها فى حركة ثوار 1924 م وفى النضال السياسي من أجل الإستقلال و الهبات الشعبية فى أكتوبر 1964م ومارس /ابريل 1985م وفى المقاومة  المستمرة للطغيان الإنقاذي – ظلت هذه القوى فى سعى حثيث تبحث عن مخرج من أزمة التطور الوطني و تتوق إلى منابر سياسية جديدة تعبر عن تطلعاتها وتساهم بها فى شق الدروب الصعبة نحو النهضة و التقدم .

إن ميلاد حزب المؤتمر السودانى هو دعوة مفتوحة لجماهير الشعب السوداني للإحتشاد حول مشروع سياسى فكرى جديد يستوعب المتغيرات الحادثة ويستفيد من دروس التجارب الماضيه ويشمر عن ساعد الجد من أجل الفعل التاريخي الحاسم لإحداث التغيير وتأسسيس دولة مدنية تخاصم منهج الإستعلاء و الإقصاء و التهميش و تعترف بالتعدد و التنوع وتضمن تعايش مكونات المجتمع عبر سلطة تكفل أسس الحكم الرشيد فى دولة يعمها الأمن و السلام وتسود فيها الحرية و العدالة و التنمية و الرفاه وكل مقومات العيش الكريم .

 

  • الاتصالات

    الدولة هي الجهة التي تنظم الأعمال في هذا القطاع و تشارك بنسبة محدودة في تطويره. عدالة توزيع الخدمة و تشجيع

    Read More
  • البترول والمعادن

    البترول و المعادن ثروة قومية غير متجددة لذلك يجب الحفاظ عليها و تشجيع استثمارها بطرق رشيدة و وضع الخطط اللازمة

    Read More
  • التجارة والإستثمار

    حرية التجارة الحقيقية هي التي تتماشى مع الإنتاج والتنمية لذلك لابد من الإجراءات التالية: تحديد الحدود الدنيا لأسعار السلع المنتجة

    Read More
  • التخطيط العمراني

    منذ فجر الاستقلال و إلى الآن تضاءلت محاولات تخطيط و تنمية الريف و اقتصرت المحاولات في مشاريع آنية لحل مشكلات

    Read More
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4

 


من أجل وطن يسع الجميع