البرنامج

 الأهداف والغايات

يهدف هذا البرنامج إلى تحقيق الأهداف والغايات الآتية :-

أولاً: أهداف إستراتجية :-

1) الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز الإنتماء القومي:

يعتبر السودان من الأمثلة النموذجية للبلاد التي تتمتع بالثراء من حيث التعدد الذي يشمل العادات والتقاليد والثقافات والإنتماءات، وبدلاً من يكون التعدد الثقافي والإثني في السودان من عوامل القوة، أصبحت البلاد مهددة بالإختفاء التام والإنهيار بسبب عدم تعبير الدولة بحق عن التعدد والتنوع الثقافي، كما أصبح واضحاً أن الشعور القومي الذي يجمع كافة أهل السودان ويربطهم فيما بينهم كأبناء لهذا الوطن في طريقه إلى الإنفراط. عليه فإن حزب المؤتمر السوداني يعمل من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز الشعور القومي بالإنتماء إلى هذه البلاد من خلال جملة إجراءات وتدابير ترد بالتفصيل في هذا البرنامج.

2) الإنتقال من المركزية إلى التعدد والتنوع:

كونت الدولة السودانية منذ الإستقلال على أساس مركزي أثار حفيظة المجتمعات التي وجدت نفسها على هامش الدولة من حيث الإهتمام والتطوير والتنمية والتعبير. الدولة المركزية في السودان لم تتسبب في تخلف البلاد إقتصادياً فحسب، بل تسببت في إندلاع الحروب وقتل مئات الألآف من أبناء وبنات شعبنا، كما تسببت لاحقاً في إنقسام البلاد و وضع أجزاء واسعة منها تحت مظلة القابلية للإنفصال.  إن سلطة الإنقاذ الحالية لا تمثل المؤتمر الوطني وسلطة حزب الجبهة الإسلامية فحسب، بل تعبرعن الفشل الكامل لمنظومة الحكم التي تناوبت على ممارسة السلطة تحت مسميات مختلفة منذ الإستقلال وحتى الآن، ونحن إذ  نضع هذا البرنامج بين يدي المواطن السوداني،  نتطلع إلى الإنتقال بالبلاد من المركزية والاتحادية، إلى الإنفتاح نحو قيم التعدد الثقافي والتنوع الذي يشكل جوهر البناء الوطني، دون إنحياز إلى جهة أو إنفتاح على أخرى، فالناس سواسية والجماعات سواسية بإختلاف قبائلهم وجهاتهم وثقافاتهم ويجمعهم وطن واحد هو السودان.

3) الإنتقال من الواقع الدكتاتوري إلى مجتمع ديمقراطي:

ورث السودان بعد خروج المستعمر ديمقراطية شكلانية تمثلت في جود أحزاب سياسية وإجراءات إنتخابية أفضت إلى تكوين حكومة، وإختيار برلمان سوداني منتخب تم إعلان الإستقلال من داخله. لم تتطور تجربة الحكم الديمقراطي في البلاد بعد الإستقلال لعوامل عدة من بينها أن البيئة السياسية السودانية نفسها ليست ديمقراطية، كما أن تكوينها وخطابها آحادي ثقاقياً وعاجز عن التعبير سياسياً عن التعدد والتنوع السوداني مما أدى إلى إنقلابات عسكرية والحروبات كأهم ملامح ونتائج قصور وإنحراف البنية السياسية. يهدف هذا البرنامج الذي نعي انه يكتب في ظل سيطرة نظام الإنقاذ الإنقلابي على السلطة  إلى الإنتقال بالبلاد، جنباً إلى جنب القوى السياسية والإجتماعية الآخرى، من وضعية سيطرة النظام الدكتاتوري إلى مجتمع ديمقراطي مستقر و راسخ، إلى أن يكون نظام الإنقاذ هو النظام الدكتاتوري الأخير الذي يتسلط على البلاد.

4) التمنية المستدامة: (تنمية مستدامة ذات طابع إنساني ديمقراطي)

إن التنمية بمظاهرها وتجلياتها المختلفة: تطبيق العلم والتقنيات الحديثة على الإنتاج، مواجهة الفقر وتوفير فرص العمل، إشباع الحاجات الأساسية وتعظيم الرفاه بالزيادة المستمرة في السلع والخدمات، وتوحيد وتوسيع السوق الداخلي وترابط الإقتصاد وتكاملة، إنما هي في تقديرنا وبالأساس توسيع لمدى حرية الخيارات المفتوحة أمام المجتمع وبذلك تكتسب طابعها الديمقراطي والإنساني.

وفي ظروف التخلف التي تعانيها بلادنا فإن التنمية لن تكون إلا عملاً واعياً و مخططاً بمجموعة متكاملة من السياسات الثقافية والعلمية والإقتصادية والإجتماعية والمؤسسية والقانونية، ولأننا لن نستطيع في هذا الحيز المحدود، وفي وثيقة ذات طابع عام أن نوضح بدرجة كافية من التفصيل تصورنا للتنمية، فإننا نكتفي بالإشارة للقضايا المفتاحية:

• شروط التنمية :
شرط التنمية الاساسي وجود سلطة تجعل من التنمية تحديها الأول، سلطة تعبرعن مصالح المجتمع وتستنهض وتعبئ كامل طاقاته المادية والمعنوية في إتجاه النهضة والتقدم.

• المدخل للتنمية:
المضمون الأساسي لعملية النهضة هو إنتقال البلاد إنتقالاً إبداعياً من مجتمع رعوي زراعي إلى مجتمع حديث والمدخل لذلك هو رأس المال الإجتماعي، بتغيير البنية الذهنية السائدة، تغييرها من ذهنية تقليدية قائمة على الإتباع والتكرار والجمود والمسلمات الإطلاقية إلى ذهنية نقدية إبداعية مبنية على التساؤل وعلى الفحص والإختبار، وعلى المبادرة والتجديد، والإستقلالية والمسؤلية،  وهذا بالإضافة إلى بث روح جديدة تجاه العمل والزمن والمال العام.

ثانياً: أهداف مرحلية:

1) السلام عبر وقف الحرب ومعالجة آثارها وإستئصال مسبباتها.
2) إسقاط النظام الديكتاتوري والإنتقال الديمقراطي.